من كنوز الامام الغزالي: وظيفة القلب


من كتاب كيمياء السعادة للامام الغزالي ﻓﺼﻞ في وظيفة القلب

ثم ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ مخلوق ﻟﻨﻈﺮ جمال الحضرة الالهية.  ﻓﻤﻦ ﺍﺟﺘﻬﺪ في ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ، ﻓﻬﻮ ﻋﺒﺪ ﺣﻖ ﻣﻦ ﻏﻠﻤﺎﻥ الحضرة ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎلى :  وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون

  ﻣﻌﻨﺎﻩ :ﺇﻧﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻩ الملك ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮ، ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ مركبه؛ حتى ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ عالم ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺇلى ﺃﻋﻠﻰ عليين.  ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺣﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ، ﺟﻠﺲ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ في ﺻﺪﺭمملكته، ﻭﺟﻌﻞ الحضرة الالهية ﻗﺒﻠﺘﻪ ﻭﻣﻘﺼﺪﻩ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻃﻨﻪ ﻭﻗﺮﺍﺭﻩ، ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺮﻛﺒﻪ، ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ منزله، ﻭﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻘﺪمين ﺧﺪﺍﻣﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺯﻳﺮﻩ، ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻋﺎﻣﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﺷﺤﻨﺘﻪ، والحواس ﺟﻮﺍﺳﻴﺴﻪ .ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻮﻛﻞ بعالم ﻣﻦ العوالم يجمع ﻟﻪ ﺃﺣﻮﺍﻝ العوالم. ﻭﻗﻮﺓ الخيال في ﻣﻘﺪﻡ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻛﺎﻟﻨﻘﻴﺐ يجمع ﻋﻨﺪﻩ ﺃﺧﺒﺎﺭالجواسيس، ﻭﻗﻮﺓ الحفظ في ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻣﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ الخريطة يجمع ﺍﻟﺮﻗﺎﻉ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻨﻘﻴﺐ ﻭيحتفظها ﺇلى ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ .ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻐﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺇلى ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻳﺮﻯ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍلمملكة ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﺎﻫﺎ.

Laisser un commentaire