فصل الدين عن الدولة؟


أيها العلمانيٌ، أتريدني أن أفصل ديني عن دُنْيايَ؟
حسناً، سوف أفعل لكن بشرط: 
أن تفصل أنتَ مكي القرآن عن مدنيّهِ. و إلاّ تفعلْو لنْ تفعلَ إلا حين يلجُ الجمل في سمّ الخياطتكنْ في افترائك على الدين (كله) كمن نسبَ بهِ نسلاً لذي عُقُمِ. 

أيْ أيّها الخَرّاصون! 

تنادون في الأبواق ترويجاً لصكوك مضروبة نقش عليها « دع ما لله لله و ما لقيصر لقيصر« ؛ منادين في كل الأسواق على رؤوس الأشهاد أنّ الإيمانَ مرْقدُه القلبُو أيْم الله ما سمعتُ أتفه ولا أغرب من هذا الكلام فيما استورده العرب من الغرب!

أي أيّها المغفلون!

لو سمع ببدعتكم الخرقاء ابنُ الجوزي لما توانى في رصد أخبارها و لضحكت من شدة غرابتها الاقطار و الأمصار؛ و لو علم بزندقتكم ابن حجر لجعلها مقالة تغنيه عن الحرج عند اعتلاله في ذكر إمام الزنادقة العرب ابن الراوندي حين قال فيه (أقصد في « لسان الميزان« ): ذكرته لألعنَه« . 

أي أيّها الافاكون!

دع لله ما لله و لقيصر ما لقيصر؟ هُراءٌ! وهلْ يُمكنُ فصلُ وجْه عُملةٍ عن ظَهْرها؟ 

أي أيها الأشقياء! 

لا جدوى من جدالكم فقد أناخ عليكم البؤس بالكلاكلِ وعشعش النّغير في أحلامكم. سوف نضرب عنكم الصفح ذكراً و ندعكم في شقاوتكم تعمهون. 

فقد أضلّ جهلُكمُ القوْمَ وما هدىٰ.

م.ش.

Laisser un commentaire